بانياس تنعى الحياة فيها.. وحمص تضيء الشموع وتعتذر

بانياس تنعى الحياة فيها.. وحمص تضيء الشموع وتعتذر


أعلن المكتب الإعلامي في بانياس الساحل قبل ثلاث ساعات أن حي رأس النبع وقرية البيضا منطقتان منكوبتان ولا تصلحان للحياة.


وأضاف أن البيوت حُرقت ودُمرت وسُرقت، والجثث لازالت في البيوت والشوارع والوضع هادئ لا يوجد أحد في الحي.


وانتشرت صورة لأربعة أطفال من مدينة رأس النبع، وهم: نور ومحمد ورشا وهناء، قبل المجزرة؛ لأن صورتهم بعد المجزرة غير قابلة “بشرياً” للتقبل أو للنظر، وقد قُتل الأطفال الأربعة في المجزرة ذبحاً كما غيرهم، وإن تجرّأ أحد وسأل عن السبب لما تجرّأ آخر ليجيب؛ لأن مجرد الإجابة تعد مجازفة أخلاقية إنسانياً.


ويبدو الكلام كافياً ووافياً لتوصيف هجران الحياة للمدينة، وتظهر بصمات شبيحة الأسد في الترويع والذبح اللذين هزّا العالم بمذبحة البيضا قبل بضعة أيام.


ويقول المكتب الإعلامي: “نخبركم أن الوضع هادئ في البيضا، والبيوت حُرقت ودُمرت، ومَنْ كان في القرية قُتل”.


ووجّه المكتب الإعلامي نداءً تحت صفة (عاجل) إلى “جميع أهالي بانياس ومَنْ تبقى من أهالي رأس النبع ومن قرية البيضا عليكم التوجه إلى حي رأس النبع والقرية من أجل دفن الشهداء بسرعة القصوى؛ لأن الجثث بدأت تتفسخ والروائح تنبعث منها، ما يؤدي لانتشار الأمراض والأوبئة”.


الجثث لا تزال مرميةً على الأرض، وإن كان الكثيرون لم يتمكنوا من مواجهة تلك الصور والنظر إليها لأكثر من لحظات لقساوتها، فإن أهل هؤلاء مطالبون الآن بدفن أحبائهم.


لا تبدو نهاية المأساة السورية منظورةً، ولعلّ مجزرة البيضا في بانياس لا تزال تسيطر على السوريين، رغم أن الغارة التي نفذتها إسرائيل استحوذت على الإعلام العربي والغربي، إلا أنها لم تسيطر على وجدان السوريين.



بانياس تنعى الحياة فيها.. وحمص تضيء الشموع وتعتذر